أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
القائل ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد﴾[فاطر:15].
كيما نكون عبادا لله تعالى محققين لمعنى العبودية قولاً واعتقادا وسلوكا ونكون خاشعين لله ومحبين له سبحانه ومعتمدين على الله.
ومتوكلين عليه وواثقين به ونسعى في مرضاته ونتفانى في تنفيذ.
أوامره جل في علاه ونلتجئ إليه ملجأً ومعينا في كل شئون الحياة.
وظروفها وصراعها وكافة هموم الحياه وغمومها يجب أولا وقبل كل شيء أن نعرف الله تعالى حق المعرفة لأن معرفته بعظمته وجلاله.
وقدسيته سبحانه تشدنا إليه حق الانشداد. بمحبة له ورغبة فيما عنده.
ورهبة من عقابه كذلك معرفته سبحانه تبعدنا عمن سواه من الطواغيت وكافة شياطين الإنس والجن بل إن معرفة الله هي جوهر السعادة والروح والرضا أي إن روح الإنسان تظل محبوسة في غمومها وهمومها وآمالها معذبةً بأوهامها نحو الدنيا والشهوات والطموحات التي لا يمكن أن يصل الإنسان إلى طرفها مهما كان، وبعدم الوصول إلى رغبات الدنيا التي لا تنتهي يزداد الغافلون عن ربهم عذاباً فوق عذاب وذنوباً فوق ذنوب، نسأل الله السلامة والعافية من الجهل والنار, لكن من عرفوا الله حق المعرفة تراهم بعكس أولئك المعذبين تراهم في قناعة وإيمان ورضا وطمأنينة وسكينة وانطلاقه مع الله لا يبالون بشـيء من الدنيا وأحوالها لأن عظمة الله قد ملأت قلوبهم فأغنتهم عن كل الأماني وعوضتهم عن كل النقائص ودفعتهم إلى كل ما يرضي الله تعالى ولو كان في ذلك تقديم الأرواح والأولاد والأموال، هذا ومن أجل أن نكون من هؤلاء أهل المعرفة والتقديس لربهم والتعظيم له، والسعداء الأخيار المخلصين الأبرار ندعوا الله بدعائهم دائماً (يامن لا تنقضي عجائب عظمته صلِّ على محمد وآله واحجبنا عن الإلحاد في عظمتك، و يا من لا تنتهي مدة ملكه صلِّ على محمد وآله واعتق رقابنا من نقمتك، و يا من لا تفنى خزائن رحمته صلِّ على محمد وآله واجعل لنا نصيباً في رحمتك، و يا من تنقطع دون رؤيته الأبصار صلِّ على محمد وآله وأدننا إلى قربك، ويا من تصغر عند خطره الأخطار صلِّ على محمد وآله وكرّمنا عليك، ويا من تظهر عنده بواطن الأخبار صلِّ على محمد وآله ولا تفضحنا لديك يا رب العالمين) بل ندعوا الله تعالى بكل دعاء نافع لأرواحنا إذا عثرنا على صيغة المناجاة إلى تشخص داءنا وتصارح أنفسنا وتعلمنا الصدق الصريح مع ربنا نغتنم ذلك والقرآن خير دليل { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين﴾[الأعراف:23] وكذلك {أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين}[الأنبياء:87] وكم في القرآن من علاج الأرواح من هذا الدعاء الرباني وقد تكون مدرسة زين العابدين عليه السلام وجهتنا في كثير من ذلك (أللَّهُمَّ اجْعَلْ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِي رَوْعِي مِنَ التَّمَنِّي وَالتَّظَنِّي وَالْحَسَدِ ذِكْراً لِعَظَمَتِكَ، وَتَفَكُّراً فِي قُدْرَتِكَ، وَتَدْبِيراً عَلَى عَدُوِّكَ، وَمَا أَجْرَى عَلَى لِسَانِي مِنْ لَفْظَةِ فُحْش أَوْ هُجْر أَوْ شَتْمِ عِرْض أَوْ شَهَادَةِ بَاطِل أو اغْتِيَابِ مُؤْمِن غَائِبِ أَوْ سَبِّ حَاضِر، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ نُطْقاً بِالْحَمْدِ لَكَ وَإغْرَاقاً فِي الثَّنَاءِ عَلَيْكَ، وَذَهَاباً فِي تَمْجيدِكَ وَشُكْراً لِنِعْمَتِكَ وَاعْتِرَافاً بِإحْسَانِكَ وَإحْصَاءً لِمِنَنِكَ).
فمن خلال الأخيار من آل محمد نتعلم ألا نحب حياتنا وأعمارنا إن لم تكن لله ومع الله وفي سبيل مرضاته (أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَمَتِّعْنِي بِهُدىً صَالِح لا أَسْتَبْدِلُ بِهِ، وَطَرِيقَةِ حَقٍّ لا أَزِيْغُ عَنْهَا، وَنِيَّةِ رُشْد لاَ أَشُكُّ فِيْهَا وَعَمِّرْنِي مَا كَانَ عُمْرِيْ بِذْلَةً فِي طَاعَتِكَ، فَإذَا كَانَ عُمْرِي مَرْتَعَاً لِلشَّيْطَانِ فَاقْبِضْنِي إلَيْكَ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَ مَقْتُكَ إلَيَّ، أَوْ يَسْتَحْكِمَ غَضَبُكَ عَلَيَّ) وصدق الله القائل {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} أيها المؤمن اعرف رب العالمين.
ترقى الى كمال الإنسانية دنيا واخره ونحتمي به تعالى دنيا وآخرة ولك أن تتعمق في الثناء على الله كما أثنى على نفسه في آياته البينات.
وقد تعلمنا من رسول الله صلوات الله عليه وآله هذه الالتفاتة المهمة في دعائه (اللهم لا أُحْصِي ثَناءً عليك أنت كما أَثْنَيْتَ على نفسك) فعلينا أن ننظر ونتأمل كيف يتكلم الله تعالى عن نفسه وعظمته وجلاله وملكه وتدبيره سبحانه وتعالى { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِ وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ * يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.
ويقول سبحانه عن علمه ورقابته وعنايته وإحاطته بالإنسان حياةً وموتاً وفي
كل شيء {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ * وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} واذا كان الإنسان غافلًا عن عظمة الله وألوهيته وملكه ونعمه وحكمته وآياته وتدبيره وهدايته وأنه ما خلق الكون باطلاً وما تركهم الإنسان سدى ولا أهمله من الهدى وأن مصيره إلى الله فقد والعياذ بالله يخرج الإنسان من الإنسانية المكرمة إلى الحيوانية المسخرة بل هم أضل والله سبحانه وتعالى لا يريد تلك الحال من السقوط الوخيم للإنسان قال تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فهو سبحانه وتعالى يتحبب للإنسان بكل شيء من نعمه وآياته وألطافه ويأتيه من كل أسلوب ليجذبه إليه ألا ترى إلى القرآن الكريم الذي هو كلام رب العالمين كيف يحرص كل الحرص على إيقاظ الغافلين وتنبيه الناسين بذكر ألوهية الله ونعمه وآياته وكرمه ورعايته للإنسان وتحذيره من الخسـران في الدنيا والآخرة وكي لا يؤله الانسان غير الله تأمل كيف يخاطب الله تعالى الإنسان ومن هو الإنسان أمام الله سبحانه غير أنه جل جلاله يريد للإنسان الخير والسعادة يقول سبحانه وتعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ - أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ - أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ - أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ - أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ - قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} وفي المحصلة أن من لا يعرفون أن الألوهية لرب العالمين جهلة مرتابون قال تعالى في سياق هذه الآيات {بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمِينَ} وتارة ترى القرآن الحكيم يوقظ عقل الإنسان ليعيده إلى ربه ومولاه بأسئلة وافتراضات انعدام الكون ومقومات الحياة في هذا الكون الواسع فهل لدى الإنسان قدرة وتصرف بتدبير أمره بنفسه ولا يحتاج إلى رب العالمين لا وألف لا فالإنسان ليس شيئاً بغير الله سبحانه وتعالى يقول تعالى{وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ - قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ - قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}لا ينتهي الخطاب في القران الكريم للإنسان عساه يقر لله بالعبودية ويعترف لله بالألوهية ويتجه إلى الله في طاعته ومرضاته وأن لا فليجب على الله وإذا لم يملك جواباً ولم يستسلم لله في أوامره ونواهيه فان مصيره إلى النار أجارنا الله من النار يقول سبحانه وتعالى{نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ * أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ * نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ * أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ * أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم الله، فكيف ينسى الإنسان سيده ومولاه وموجده من العدم ولم يكن شيئاً مذكوراً {هل اتى على الإنسان {حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا} أحين رأى نفسه شيئاً انخدع عن ربه وأعرض وتولى وتكبر وتجبر وسرق وقتل وظلم وتجاوز حدود الله ونسي البعث والنشور والحساب! من نحن حتى نتمرد على الله العظيم القائل {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيم * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَك * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَك} والقائل سبحانه { أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً * لَّكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا} والقائل سبحانه وتعالى{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيم * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيم} والقائل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ - ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} فنحن من الله وإلى الله ومفتقرون إلى الله في كل شيء ولا يمكن لأحد أن يستغني عن ربه ومولاه ولا يمكن أن ينجح الإنسان وقد نسي الله في شيء حتى لو وفر أسباب النجاة من الله ولا ينجى إلا هو سبحانه قال تعالى { قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِين * قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُون} وحتى المجاهدون وهم أحب الخلق إلى الله فليعلموا أن من ينجيهم هو الله ولا ينسوا هذه المسألة أبدا، يقول تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُون} وقال الله لهم في غزوة الأحزاب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} وقال لهم في عمرة الحديبية {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} كذلك أكد الله في القران الكريم أن النصر من الله والتسديد والتأييد منه تعالى القائل { وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم} { إِن يَنصُرْكُمُ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ} { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ رَمَى} ومن أعظم العبر ما حدث من هزيمة في يوم حنين حينما نسي بعض المسلمين الالتجاء إلى الله واغتروا بكثرتهم فكانت عبرة دائمة إلى يوم القيامة أنَّ على كل مؤمن لا ينسـى أنه محتاج إلى الله وبغير الله لا يتمكن من شيء، فعليه أن يملأ قلبه بمشاعر الحب لله والقرب من الله والالتجاء إليه في كل شيء ليعين ويسدد سبحانه وتعالى، والحمد لله الذي تاب على الناس في حنين فأعاد لهم النصر { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} الرزق من الله، العافية من الله، الخير من الله، لا ملجأ من الله إلا إليه، لسنا شيئاً بغير الله، فلتكن علاقتنا برب العالمين عظيمة، لنكن سعداء موفقين في الدنيا والآخرة، ووسيلتنا إلى العلاقة الكبيرة مع الله هي المعرفة والتوحيد والإيمان والتوكل والثقة والدعاء والتقوى والإخلاص والجهاد والإنفاق وأن نتولى أولياء الله ونعادي أعداء الله، ونتمسك بالثقلين القران والعترة ولا نبالي في زمن العدوان والطغيان بأي ثمن من التضحيات يقربنا من رضوان الله ويبعدنا من النار، يقول سبحانه { أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير} وفي الأخير من هذا المقال الذي نتحدث فيه عن الافتقار إلى الله والرجوع إليه سبحانه وتعالى نختم بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فهو دعاء عظيم في الصحيفة العلوية ويناسب هذا الموضوع وفيه يقول عليه السلام {اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى كُلِّ خَيْرٍ أًعْطَيْتَناهُ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى كُلِّ شَرٍّ صَرَفْتَهُ عَنَّا، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ وَاَنْشَأْتَ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما اَبْلَيْتَ وَاَوْلَيْتَ، وَاَفْقَرْتَ وَاَغْنَيْتَ، وَاَخَذْتَ وَأَعْطَيْتَ، وَاَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ، وَكُلُّ ذلِكَ لَكَ وَاِلَيْكَ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ.
لا يَذِلُّ مَنْ والَيْتَ، وَلا يَعِزُّ مَنْ عادَيْتَ، تُبْدِئُ وَالْمَعادُ اِلَيْكَ، وَتَقْضي وَلا يُقْضى عَلَيْكَ، وَتَسْتَغْني وَيُفْتَقَرُ اِلَيْكَ، فَلَبَّيْكَ رَبَّنا وَسَعَدَيْكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما وَرِثَ وَاَوْرَثَ، وَاَنْتَ تَرِثُ الْاَرْضَ وَمَنْ عَلَيها وَاِلَيْكَ يُرْجَعُونَ، وَاَنْتَ كَما اَثْنَيْتَ عَلى نَفْسِكَ، لا يَبْلُغُ مِدْحَتَكَ قَوْلُ قائِلٍ، وَلا يَنْقُصُكَ نائِلٌ، وَلا يُحْفيكَ سائِلٌ.
اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَلِيَّ الْحَمْدِ، وَمُنْتَهَى الْحَمْدِ، وَاَنْتَ حَقيقٌ بِالْحَمْدِ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا يَنْبَغي اِلاَّ لَكَ.
اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِي اللَّيْلِ اِذا يَغْشى، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي النَّهارِ اِذا تَجَلَّى، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي الْاخِرَةِ وَالْاُولى، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ الْعُلى، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي الْاَرَضينَ السُّفْلى وَما تَحْتَ الثَّرى، وَكُلُّ شَيْء هالِكٌ إلاَّ وَجْهَكَ.
اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي الْبَلاءِ وَالرَّخاءِ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي اللَّأْواءِ وَالنَّعْماءِ، وَلَكَ الْحَمْدُ كَما حَمِدْتَ بِهِ نَفْسَكَ في اُمِّ الْكِتابِ وَفِي التَّوْراةِ وَالْاِنْجيلِ وَالْفُرْقانِ الْعَظيمِ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا يَنْفَدُ اَوَّلُهُ وَلا يَنْقَطِعُ اخِرُهُ.
اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بِالْاِسْلامِ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالْقُرْانِ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالْاَهْلِ وَالْمالِ وَالْوَلَدِ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالْمُعافاةِ وَالشُّكْرِ، اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَمِنْكَ بَدْءُ الْحَمْدِ وَاِلَيْكَ يَعُودُ الْحَمْدُ لا شَريكَ لَكَ.
اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى نِعْمَتِكَ عَلَيْنا، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى فَضْلِكَ عَلَيْنا.
اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى نِعَمِكَ الَّتي لا يُحْصيها غَيْرُكَ، اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَما ظَهَرَتْ (اظهرت) نِعْمَتُكَ فَلا تَخْفى، وَلَكَ الْحَمْدُ كَما كَثُرَتْ اَياديكَ فَلا تُحْصى، وَلَكَ الْحَمْدُ كَما اَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْء عَدَداً، وَاَحَطْتَ بِكُلِّ شَيْء عِلْماً، وَاَنْفَذْتَ كُلَّ شَيْء بَصَراً، وَاَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْء كِتاباً.
اَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَما اَنْتَ اَهْلُهُ لا اِلهَ اِلاَّ اَنْتَ، لا يُواري مِنْكَ لَيْلٌ داجٍ، وَلا سَماءٌ ذاتُ اَبْراجٍ، وَلا اَرْضٌ ذاتُ فِجاجٍ، وَلا بِحارٌ ذاتُ اَمْواجٍ، وَلا جِبالٌ ذاتُ اَثْباجٍ، وَلا ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ.
يا رَبِّ اَنَا الصَّغيرُ الَّذي رَبَّيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الْوَضيعُ الَّذي رَفَعْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الْمُهانُ الَّذي اَكْرَمْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ،وَاَنَا الذَّليلُ الَّذي اَعْزَزْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ.
وَاَنَا السَّائِلُ الَّذي اَعْطَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الرَّاغِبُ الَّذي اَرْضَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الْعائِلُ الَّذي اَغْنَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الرَّاجِلُ الَّذي حَمَلْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الضَّالُّ الَّذي هَدَيْتَ فَلَكَ الحَمْدُ، وَاَنَا الْجاهِلُ الَّذي عَلَّمْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الْخامِلُ الَّذي شَرَّفْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ.
وَاَنَا الْخاطِئُ الَّذي عَفَوْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الْمُذْنِبُ الَّذي رَحِمْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الْمُسافِرُ الَّذي صَحِبْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الْغائِبُ الَّذي اَدْنَيْتَ (رديت).
فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الشَّاهِدُ الَّذي حَفِظْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الْمَريضُ الَّذي شَفَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ.
وَاَنَا السَّقيمُ الَّذي اَبْرَأْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الْجائِعُ الَّذي اَشْبَعْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الْعارِي الَّذي كَسَوْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الطَّريدُ الَّذي اوَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الْوَحيدُ الَّذي عَضَدْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ.
وَاَنَا الْمَخْذُولُ الَّذي نَصَرْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الْمَهْمُومُ الَّذي فَرَّجْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ، وَاَنَا الْمَغْمُومُ الَّذي نَفَّسْتَ فَلَكَ الْحَمدُ يا اِلهي كَثيراً كَثيراً كَما اَنْعَمْتَ عَلَيَّ كَثيراً كَثيراً.
اَللَّهُمَّ وَهذِهِ نِعَمٌ خَصَصْتَني بِها مِنْ نِعَمِكَ عَلى بَني ادَمَ، فيما سَخَّرْتَ لَهُمْ وَدَفَعْتَ عَنْهُمْ وَاَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّ الْعالَمينَ كَثيراً.
اَللَّهُمَّ وَلَمْ تُؤْتِني شَيْئاً مِمّا اتَيْتَني لِعَمَلٍ خَلا مِنّي، وَلا لِحَقٍّ اسْتَوْجَبْتُهُ مِنْكَ، وَلَمْ تَصْرِفْ عَنّي شَيْئاً مِنْ هُمُومِ الدُّنْيا وَمَكْرُوهِها (كربتها) وَاَوْجاعِها، وَاَنْواعِ بَلائِها وَاَمْراضِها وَاَسْقامِها، لِشَيْء اَكُونُ لَهُ اَهْلاً، وَلِذلِكَ مُسْتَحِقّاً، وَلكِنْ صَرَفْتَهُ عَنّي رَحْمَةً مِنْكَ لي وَحُجَّةً لَكَ عَلَيَّ يا اَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، فَلَكَ الْحَمْدُ كَثيراً كَما اَنْعَمْتَ عَلَيَّ كَثيراً وَصَرَفْتَ عَنّي مِنَ الْبَلاءِ كَثيراً }