الحمد لله القائل: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ * والصلاة والسلام على رسول الله القائل: (الأجر على قدر المصيبة، فمن أصيب بمصيبةٍ فليذكر مصيبته بي؛ فإنكم لن تصابوا بمثلي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وبعد
أمام هول الفاجعة وعظم المصيبة وفقدان الأمة لعظماءها من العلماء الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر في وجه الطغاة المستكبرين تنعي رابطة علماء اليمن للشعب اليمني والأمة الإسلامية رحيل أمينها العام السيد العلامة المجاهد عبد السلام عباس الوجيه الذي وافته المنية قبيل فجر يومنا هذا الــ6 السادس من ذي الحجة الحرام 1443هــ الموافق 5/7/2022م متأثرا بمرضه الذي ألم به قبل أشهر وقد تفاقمت حالته الصحية جراء الحصار الآثم ورفض تحالف العدوان والأمم المتحدة السماح له بالمغادرة لتلقي العلاج في الخارج.
لقد كانت حياة الفقيد حياة حافلة بالعطاء العلمي والفكري فقد سخر جل وقته لإحياء التراث الإسلامي الأصيل وتحقيق الكتب القيمة والنفيسة وكان له دور كبير ونشط في إحياء الحركة العلمية في الجامع الكبير وغيره رغم التحديات والتهديدات والأخطار التي تعرض لها من قبل النظام الحاكم في مطلع التسعينات ومن قبل الوهابيين التكفيريين الذي وقف في وجوههم بكل شجاعة ورباطة جأش ومثل جبهة لوحده أمام الحملات الحاقدة والمشاريع الماكرة التي استهدفت النهج العلمي والفكري الأصيل والهوية الإيمانية المرتبطة بالثقلين عبر تاريخ اليمن لقد تميزت سيرة الفقيد بالكثير من المحطات المشرفة والمواقف الشجاعة لا سيما في حروب صعدة الست وفي وجه العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني الذي استهدف اليمن كان صوت الفقيد قويا ومرتفعا على مستوى الداخل والخارج وعرف بموقفه القوي والمبدأي المناصر للقضية الفلسطينية ولحزب الله المقاوم في لبنان ولثورة الجمهورية الإسلامية في إيران منذ بداية انطلاقتها. كما عرف الفقيد بصدعه بكلمة الحق في وجه نظام صالح المستبد وجنرلات الحرب الدمويين الذين سعو سعيهم لتصفية نهج آل محمد من اليمن لولا عناية الله ومواقف العلماء الربانيين الذين كان على رأسهم وفي مقدمتهم صادعا بكلمة الحق لا يخاف لومة لائم.
لقد كان الفقيد نصيرا لكل مستضعف وكهفا لكل محتاج وملاذا لكل مظلوم قصده وتواصل به أو طرق بابه ،مشهورا بكرمه وإحسانه الكبير. كان الفقيد رغم مرضه صابرا الصبر الجميل ومحتسبا ومتسلحا بسلاح الذكر والدعاء وحسن الظن بالله والثقة به.
نسأل الله تعالى أن يرحم الفقيد رحمة الأبرار وأن يسكنه مساكن الأخيار وأن يجعل مقامه في مقعد صدق مع المصطفين الأبرار وأن يخلفه على يمننا وأمتنا وأسرته بأحسن خلافة .
صادر عن رابطة علماء اليمن
بتاريخ الــ6 من ذي الحجة الحرام
الموافق 5/7/2022م