الحمد لله القائل:سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ والقائل: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا والقائل: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المرسلين وأسوة المؤمنين في جهاد الكفار والمنافقين محمد رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن صحبه الأخيار المنتجبين وبعد تقف رابطة علماء اليمن أمام ذكرى يوم القدس العالمي لهذا العام ، والمسرى الشريف والمبارك والقضية الفلسطينية تواجه التهديد بالتصفية لها والتغييب لمظلومية شعبها والتناسي لتضحيات شهداءها والتنكر لمعاناة جرحاها وآلام أسراها الذي قضو نحبهم وقدموا ما قدموا على طريق تحرير المسجد الأقصى وكل التراب المبارك من الأرض التي باركها الله من دنس اليهود المحتلين. وأمام المستجدات والتطورات والأحداث المتسارعة في القدس وفلسطين وما يمارسه الكيان الصهيوني اليهودي الغاصب والمحتل من تصعيد واعتداء وما يقوم به من قتل واعتقال وسجن للأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن الذين لم يرقب فيهم إلا ولا ذمة وأمام خطوات التطبيع والتولي المتسارع والهرولة المكشوفة والارتماء العلني والفاضح في أحضان اليهود والنصارى من قبل أنظمة النفاق والخيانة وعلى رأسها النظامان الإماراتي والسعودي ومن دار في فلكهما من الأنظمة والدول المطبعة وإمام عظمة وأهمية ذكرى يوم القدس العالمي وما تمثله من محطة إيمانية وجهادية ومناسبة أخوية تضامنية جامعة تؤكد الرابطة على التالي:
أولا: تجدد رابطة علماء اليمن وباسم كافة علماء اليمن الربانيين والأحرار التأكيد على موقفها الثابت والمبدأي المناصر للقدس والقضية والمظلومية الفلسطينية كموقف إيماني وديني راسخ لا يقبل التراجع والتبديل والمساومة.
ثانيا: تؤكد الرابطة على أهمية الاستفادة من ذكرى يوم القدس وتحويله إلى منطلق توعوي تعبوي لإحياء القضية الفلسطينية الإحياء الواعي المرتبط بحقائق وبينات القرآن التي ترسخ حالة العداء لليهود والنصارى المتآمرين على أقصانا والمحاربين لديننا وأمتنا.
ثالثا: تدعو الرابطة الأمة الإسلامية وفي مقدمتها العلماء والخطباء والنخب الثقافية والأكاديمية إلى تحمل المسؤولية أمام ما يتعرض له المسجد الأقصى من تهويد وتهديد وما يواجهه من خطر الحفريات الرامية لهدمه بغية بناء هيكل اليهود المزعوم
رابعا: تدعو الرابطة إلى الوقوف بحزم وصدق وصرامة وشجاعة في وجه كل المنافقين المطبعين وبيان ما هم عليه من السوء والخبث والمنكر وما يمثلونه من خطر على دين الامة ودنياها وحاضرها ومستقبلها.
خامسا: تدين الرابطة ما أقدم وتجرأ عليه النظام الإماراتي والتركي والمغربي وغيرهم من تقديم لتنازلات والقبول بمساومات والتوقيع لتحالفات لم يكن يحلم بها الكيان الصهيوني وآخرها وقاحةً خطوة موائد الإفطار الرمضانية مع الإسرائيليين في الإمارات وفي تل أبيب.
سادسا: تعتبر الرابطة حالة الانسجام والتلاقي والتحالف بين الكيان الصهيوني وبين الأنظمة العربية والممالك الخليجية المطبعة حالة ارتداد واضح عن الإيمان كما أكد القرآن بقول الله تعالى: يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ. وبقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ.
سابعا: تحمل الرابطة أنظمة التطبيع كامل المسؤولية عن التداعيات والتطورات والجرائم التي سترتكب بحق الشعب الفلسطيني وتعتبرها شريكا في كل قطرة دم تسفك في القدس وفلسطين على أيدي اليهود الغاصبين.
ثامنا: تؤكد الرابطة على أن مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية ورفع شعار البراءة أقل موقف وواجب شرعي كون أمريكا هي النظام الشريك في تأسيس هذا الكيان اللقيط والمؤقت ولولا دعمها والدعم البريطاني والسعودي له لما طال بقاؤه .
تاسعا:تؤكد الرابطة على أن المرحلة الراهنة مرحلة إعداد ونفير وإحياء للروحية الجهادية وتوجيه بوصلة العداء لأشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ولا يمكن أن يكون ثمة عدو أشد لأمتنا وديننا من اليهود.
عاشرا :تدعو الرابطة محور الجهاد والمقاومة لبذل المزيد من الجهد والتعاون والتنسيق وإعداد العدة الإيمانية والعسكرية لتحقيق وعد الآخرة بزوال إسرائيل واسترداد الحق المغتصب.
حادي عشر:تدعو الرابطة الشعب اليمني وشعوب الأمة الإسلامية للخروج الكبير والمشرف واعتبار يوم غد الجمعة يوما من أيام الله المشهودة نصرةً للقدس وشعب فلسطين وتجديد الولاء والوفاء للقدس والقضية الفلسطينية كقضية ومظلومية جامعة ووحدوية وستبقى حية وحاضرة حتى يخزي الله وجوه اليهود والمنافقين العملاء.
نسأل الله تعالى أن يعيد على يمننا وأمتنا هذه الذكرى وقد تحرر المسجد الأقصى من دنس اليهود وتحرر المسجد الحرام من دنس آل سعود
صادر عن رابطة علماء اليمن الخميس 27-رمضان-1443هــ الموافق 28/2022م