المرأة عندما تصنع المقاومة

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 06/10/2015 - 6:47م
الكاتب: 

منذ بدء الخليقة وللمرأة حضورها التأريخي المميز، فهي شريكة الرجل في المنزل والحقل وهي المدرسة الأولى التي يرتبط بها الأطفال منذ نعومة أظفارهم وحتى فترة المراهقة أكثر من ارتباطهم بالآباء وهذا ما يمنحها الفرصة الكبيرة لغرس القيم والأخلاق وحتى الأفكار والمعتقدات في نفوس وعقول الأطفال ذكوراً وإناثاً..

وعلى مدار التاريخ الإسلامي وللمرأة مكانتها الرفيعة حيث احترمها الإسلام وهي أم ورفع من قدرها وهي ابنة وعزز مكانتها وهي أخت واحترم حقوقها وهي زوجة، وكأن الإسلام بذلك العطف والاحترام الذي منح المرأة يعدها لحمل رسالة خطيرة قد لا يتحمل الرجال أعباءها وهي رسالة حماية الأطفال وإعدادهم لمواقف العظمة والتضحية والعطاء والبناء، فالمرأة وحدها هي من تتحلى بالصبر وقوة التحمل لكل أعباء ومتطلبات التربية والإعداد النفسي والعقلي للطفل وعندما شعرت المرأة بوجودها وحضورها الفاعل في ظل الإسلام وتعاليمه الخالدة بذلت نفسها في سبيل الدفاع عن هذا الدين ورد كيد أعدائه منذ فجر الإسلام وإلى اليوم، ابتداء بسمية أم عمار بن ياسر والتي تحملت جميع ألوان التعذيب في سبيل الثبات على كلمة الحق بل ودفعت بولدها الوحيد عمار بن ياسر إلى مواجهة الأعداء والكفار وزرعت في وعيه روح المقاومة والصمود حتى لا يتزعزع عن قيمه ومبادئه التي آمن بها.

وقبلها كانت السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها  ومواقفها الداعمة والمساندة للرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله معروفة مشهودة وعلى نهجها سارت بنات جنسها عبر تاريخ الدعوة الإسلامية، وتتحلى روح التربية الجهادية وصناعة روح المقاومة بشكل واضح في مواقف البطولة والجهاد عندما تضع الحروب أوزارها ويبدأ الصدام الحقيقي بين الحق والباطل وهذا ما نجده بوضوح في مواقف النساء اللواتي بايعن الرسول  وهن يدفعن بأبنائهن إلى ميادين القتال دفاعاً عن الإسلام وحماية لدولته..

وفي ربوع كربلاء تجلت مظاهر ذلك الدور البطولي للمرأة وهي تشارك المعركة من خلال مداواة الجرحى وتقديم الدعم النفسي لكل مجاهد في تلك المعركة وتسعى لتثبيت أبنائها وإخوانها على القيام بواجبهم الديني في نصرة الحق وأهله.

وعندما كانت الأوطان تتعرض للغزو والاحتلال من أي دولة أجنبية تسعى إلى فرض سيطرتها ونفوذها على مقدرات البلاد والعباد كانت المرأة تقف في خندق المواجهة جنباً إلى جنب مع شقيقها الرجل تدافع عن كرامة الوطن وحريته بالموقف الصادق والصمود الثابت والكلمة الهادفة والتشجيع وتقديم الدعم المادي والمعنوي والنفسي لكل المقاتلين فتبعث بمواقفها النبيلة تلك روح الحماس والمقاومة في نفوس المقاومين للاحتلال وتدفع بهم إلى ميادين الشرف والبطولة..

وفي الوقت الراهن نجد المرأة اليمنية تسطر على صفحات التأريخ اليمني المعاصر أروع ملاحم البطولة والفداء حيث أسهمت في مقاومة العدوان السعودي الأمريكي وإفشال وإحباط كل مخططاته الإجرامية من خلال مشاركاتها الفاعلة في المسيرات المنددة بالعدوان والفعاليات التي تفضح جرائم الحقد السعودي الأمريكي الذي يستهدف اليمن كل اليمن أرضاً وحضارة وإنساناً دون تمييز بين صغير وكبير وسني وشيعي فضلاً عن تشجيع الأبناء والأخوة والأزواج على المشاركة في جبهات القتال والمقاومة الداخلية والخارجية وتقديم فلذات الأكباد قرابين فداء في سبيل تحرير اليمن أرضاً وإنساناً من الهيمنة السعودية والأمريكية وصناعة النصر والانتصار لمظلومية هذا الشعب.

وما قوافل الإمداد التي تقدمها المرأة اليمنية للمجاهدين من الجيش اليمني واللجان الشعبية سوى دليل واحد من مئات الأدلة على عظمة المرأة اليمنية وصمودها وجاهزيتها في الدفاع عن الوطن وتحقيق النصر ورفع الظلم والجور عنه.

وختاماً فإن نساء الأوس والخزرج اللاتي بايعن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في العقبة وشاركن في حمل راية الإسلام ليقفن اليوم فخورات بمواقف سليلاتهن من نساء اليمن وهن يقفن نفس الموقف في الدفاع عن الحق ونصرة المظلومين..